مدريد يقارن بين رونالدو وفينيسيوس- تكريم أم مقارنة مبكرة؟

أحدث منشور نشره الحساب الرسمي لنادي ريال مدريد الإسباني على منصة «X» ضجة واسعة النطاق، حيث أثار نقاشاً محتدماً بين صفوف مشجعي النادي الملكي وجذب اهتماماً بالغاً، حاصداً إعجاب ما يربو على ثلاثة ملايين متابع.
تضمن المنشور صورتين بارزتين، إحداهما للنجم البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو، اللاعب الحالي في صفوف نادي النصر السعودي والأسطورة الخالدة في تاريخ ريال مدريد، يظهر فيها وهو يقدم أداءً لافتاً تحت الأمطار الغزيرة في إحدى مبارياته السابقة بقميص الفريق. أما الصورة الأخرى، فكانت للجناح البرازيلي المهاري ونجم ريال مدريد الحالي، فينيسيوس جونيور، في لقطة مماثلة.
يبدو أن الهدف الأساسي من هذا المنشور هو إبراز القدرات الفائقة والمهارات الاستثنائية التي يتمتع بها كلا اللاعبين في مواجهة الظروف الجوية الصعبة، إلا أن المنشور سرعان ما تحول إلى نقطة ارتكاز لنقاش حاد وعميق حول المقارنة بين النجمين.
تلقى المنشور ردود فعل متباينة من قبل جماهير ريال مدريد العريقة، حيث رأى بعض المشجعين أن الصورة التي تظهر رونالدو تحت الأمطار تمثل تكريماً جديراً به، باعتباره أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي بلا منازع، والهداف التاريخي للفريق الذي قدم مسيرة زاخرة بالألقاب والإنجازات على مدار تسع سنوات حافلة بالعطاء.
في المقابل، اعتبر فريق آخر من الجماهير أن المقارنة بين رونالدو وفينيسيوس تعتبر غير عادلة أو سابقة لأوانها، بحجة أن فينيسيوس، البالغ من العمر 24 عاماً، لا يزال في بداية مسيرته الكروية مقارنة برونالدو، على الرغم من تألقه اللافت وظفره بجائزة «ذا بيست» المرموقة كأفضل لاعب في العالم لعام 2024.
وتشعب النقاش ليطال الإحصائيات والأرقام، حيث أشار البعض إلى التفوق الهجومي الكاسح لرونالدو، نظراً لتسجيله عدداً أكبر من الأهداف في 300 مباراة خاضها مع النادي، بينما دافع آخرون عن فينيسيوس، مشيرين إلى دوره المحوري كصانع ألعاب وما يقدمه من تمريرات حاسمة، فضلاً عن مساهماته الفعالة في تحقيق ألقاب مهمة في وقت مبكر من مسيرته.
لم تغفل الصحف الإسبانية المرموقة، مثل «آس» و«ماركا»، عن تناول تداعيات هذا المنشور باهتمام بالغ، وركزت بعض التقارير على الصعود الصاروخي لفينيسيوس، مشيدة بإمكاناته الهائلة التي تؤهله ليصبح يوماً ما في مصاف أساطير النادي، على غرار رونالدو، خاصة بعد تتويجه بجوائز عالمية وأدائه المذهل في المواسم الأخيرة.
في المقابل، حذرت تقارير أخرى من التسرع في عقد هذه المقارنات، مشيرة إلى أن إنجازات رونالدو الاستثنائية التي حققها على مدى سنوات طويلة تضع معياراً رفيعاً يصعب الوصول إليه.
كما سلطت الصحف الضوء على تصريحات فينيسيوس التي أعرب فيها عن رغبته العارمة في البقاء مع ريال مدريد لفترة طويلة وكتابة التاريخ بقميص النادي، وهو ما يعكس ثقة النادي الكاملة به كنجم للمستقبل.